يعدّ الصحفي من أهم الفاعلين الأساسيين في قطاع الإعلام، إذ يمثّل دعامته الأساسية من خلال مدى حرفيته واحترامه للمواثيق الأخلاقية عامة، ومحافظته على حرية الصحافة والتعبير خاصة، وبالتالي ضمان حق المواطن في الحصول على معلومات ذات جودة ومصداقية.
وفي هذا السياق تشكل متابعة تطور عدد الصحفيين مؤشرا رئيسيا لفهم قطاع الإعلام في تونس، بما يعكس التوازن بين القطاع العمومي والخاص، إضافة إلى دور الفئات الحرة (Freelancers). وفي هذا المقال نستعرض توزيع الصحفيين على القطاعات المختلفة، مع التركيز على حجم التشغيل في القطاع العمومي ومؤسساته الـ18، مقارنة بالقطاع الخاص الذي يشمل تنوعا كبيرا في الوسائل الإعلامية بين مواقع إلكترونية، إذاعات، قنوات تلفزيونية وصحافة مكتوبة. كما يبرز المقال حجم العاملين لحسابهم الخاص (Freelancers) الذين يمثلون نسبة تقارب ال25 بالمئة من عدد الصحفيين في تونس.
كما يسلط هذا المقال الضوء بشكل خاص على المؤسسات الكبرى مثل التلفزة الوطنية والإذاعة التونسية، مع تقديم جملة من الاستنتاجات ما يوفر قاعدة لفهم اتجاهات سوق العمل الإعلامي واستراتيجيات التشغيل في قطاع الاعلام في تونس.
بلغ عدد الصحافيين المحترفين في سنة 2024، 1789 صحفيًا، 983 منهم إناث (55٪) و806 ذكور (45٪)، في حين كان عددهم في سنة 2023، 1899 صحفيًا منهم 1051 إناث و848 ذكور، أي بتراجع قدره 109 صحفيين مع المحافظة على نفس النسب للإناث والذكور.
القطاع العمومي
القطاع العمومي والمصادر، بإجمالي 18 مؤسسة، يبقى أكبر مشغّل للصحفيين بعدد 823 صحفيًا، أي 46٪ تقريبًا من إجمالي عدد الصحفيين مع احتساب العاملين لحسابهم الخاص (Freelancers) أو 62٪ من المجموع دون احتساب الـ512 Freelancers. إذًا، يبلغ عدد الصحفيين في القطاع العمومي 823 صحفيًا، منهم 486 إناث (59٪) و337 ذكور (41٪).
بالتفصيل، نجد في المرتبة الأولى التلفزة بقناتيها تشغّل 214 صحفيًا، منهم 117 ذكور و97 إناث،
تليها الإذاعة التونسية بإذاعاتها الـ6 (الوطنية، الثقافية، RTCI، الشباب، الزيتونة وPanorama)، التي تضم 193 صحفيًا منهم 127 إناث و66 ذكور، أي عكس التلفزة بأغلبية من الإناث،
ثم الإذاعات الجهوية وعددها 5 بـ182 صحفيًا، 120 إناث و62 ذكور،
ثم الصحافة المكتوبة بـ106 صحفيين: 37 في “الصباح” (22 إناث، 15 ذكور)، 33 في “الصحافة” (18 إناث، 15 ذكور)، 28 في “La Presse” (14 ذكور، 14 إناث) و8 صحفيين في جريدة “Le Temps” (4 إناث و4 ذكور).
مقارنة بسنة 2023، هناك زيادة بـ9 صحفيين، إذ كان عددهم 814 صحفيًا منهم 471 إناث (58٪) و343 ذكور (42٪).
بالتفصيل، هناك زيادة في مؤسسة الإذاعة التونسية بـ19 صحفيًا، أغلبهم من الإذاعة “شمس FM” المصادرة التي تم غلقها، وزيادة واحدة في الإذاعات الجهوية و”La Presse” و3 في جريدة “الصباح”، ونقص بـ8 صحفيين بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، و3 في التلفزة، و2 في جريدة “Le Temps”.
القطاع الخاص
فيما يخص القطاع الخاص، تم إحصاء 71 وسيلة إعلام، منها 37 موقعًا إلكترونيًا، 14 إذاعة خاصة، 8 قنوات تلفزية و12 وسيلة إعلام مكتوبة بين يوميات، أسبوعيات ودوريات.
مجموع الصحفيين في هذا القطاع 499، منهم 171 في الإذاعات، 96 في القنوات التلفزيونية، 147 في المواقع الإلكترونية، و85 في الصحافة المكتوبة.
في سنة 2023 كان عدد وسائل الإعلام الخاصة 80، منهم 45 موقعًا إلكترونيًا، 15 إذاعة (ناقص “شمس FM”)، 9 قنوات تلفزية (زيادة “قرطاج+”)، و11 وسيلة إعلام مكتوبة (ناقص “Entreprise Magazine”). أما عدد الصحافيين فكان 573، منهم 196 في الإذاعات، 115 في التلفزات، 87 في الصحافة المكتوبة و175 في المواقع الإلكترونية.
العاملون لحسابهم الخاص ( Freelancers )
بلغ عدد الصحافيين العاملين لحسابهم الخاص في سنة 2024، 467 صحفيًا، منهم 241 إناث و226 ذكور. أما في سنة 2023 فكان عددهم 512، منهم 278 إناث و234 ذكور، أي بنقص قدره 45 صحفيًا (37 إناث و8 ذكور).
استنتاجات
تراجع عدد الصحفيين في 2024 بـ109 صحفيين مقارنة بسنة 2023، مع بقاء نفس النسب بين الذكور (45٪) والإناث (55٪).
تقلص عدد العاملين لحسابهم الخاص (Freelancers) من 512 في سنة 2023 (27٪) إلى 467 (26٪) في سنة 2024، أي نقص 45 صحفيًا، مما يعني أن ربع الصحافيين يعملون لحسابهم الخاص.
يشغّل القطاع العمومي والمصادر بـ18 مؤسسة 823 صحفيًا (52٪) من المجموع، دون احتساب العاملين لحسابهم الخاص.
أكبر مشغّل هو التلفزة بـ216 صحفيًا: 117 ذكور و97 إناث.
الإذاعة التونسية بمجموع إذاعاتها الـ6 شهدت زيادة بـ19 صحفيًا مقارنة بسنة 2023، أغلبهم من “شمس FM”.
أصغر مشغّل هو جريدة “Le Temps” بـ8 صحفيين.
القطاع الخاص يضم 71 وسيلة إعلام، منها 37 موقعًا إلكترونيًا (52٪)، ويشغّل 499 صحفيًا (38٪) دون احتساب الـFreelancers.
الملفت للنظر هو عدد المواقع الإلكترونية، حيث كان عددها في سنة 2023 45، وفي سنة 2024 أصبح 37، أي بتراجع بـ8 مواقع، كما تراجع عدد الصحفيين بـ28 صحفيًا.
من بين 37 موقعًا:
15 موقعًا يشغّل بين 1 و2 صحفيين،
13 موقعًا يشغّل بين 3 و5 صحفيين،
7 مواقع تشغّل بين 6 و9 صحفيين،
موقع واحد يشغّل 12 صحفيًا،
وموقع آخر يشغّل 10 صحفيين.
في الصحافة المكتوبة، هناك يوميتان تشغّلان بين 5 و8 صحفيين، 3 أسبوعيات تشغّل بين 4 و7 صحفيين، و6 دوريات: 2 منها تشغّل صحفيًا واحدًا، 2 تشغّلان صحفيين اثنين، ودورية تشغّل 3 صحفيين وأخرى تشغّل 4 صحفيين.