المنتدى العالمي لتطوير الإعلام يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الصحفيين في غزة

أصدر المنتدى العالمي لتطوير الإعلام (GFMD) وأعضاؤه العاملون في غزة، إلى جانب الجهات الداعمة والمتضامنة، بيانًا عاجلًا يسلط الضوء على الوضع المأساوي الذي يواجهه الصحفيون ووسائل الإعلام في غزة، داعين إلى تدخل فوري لدعمهم وحمايتهم. وقد رحب المنتدى ببيان تحالف حرية الإعلام حول وصول وسائل الإعلام الأجنبية إلى غزة، مؤكداً على ضرورة ضمان وصول فوري ومستقل للإعلام الأجنبي وتوفير الحماية لجميع الصحفيين العاملين في القطاع.

ويشير المنتدى إلى تصاعد العنف بشكل كبير ضد الصحفيين، إذ قُتل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 200 صحفي وفقًا للجنة حماية الصحفيين، في حين يشير الاتحاد الدولي للصحفيين إلى ارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 220 صحفيًا. ويؤكد المنتدى أن هذه الأرقام تعكس تراجعًا شديدًا في احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، على الرغم من الحظر الدولي على استهداف المدنيين.

وتوضح تقارير حديثة، بما في ذلك تقرير المدير العام لليونسكو لعام 2024 حول سلامة الصحفيين، ارتفاع عدد الوفيات بين الصحفيين إلى مستويات قياسية خلال السنوات الثلاث الماضية. ويواجه الصحفيون الفلسطينيون تهديدات واعتقالات تعسفية وتعذيبًا واغتيالات مستهدفة، بينما تتعرض البنية التحتية الإعلامية للتدمير المنهجي وتتكثف الرقابة على الإعلام في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

ويضيف البيان أن الجوع وصل إلى أعلى مستوياته منذ بداية النزاع وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، مما أثر على الصحفيين والسكان على حد سواء. اذ قُتل في إحدى الغارات، ستة من العاملين في الإعلام، بينهم خمسة من موظفي قناة الجزيرة الحاليين أو السابقين ومصور حر واحد. كما تم استهداف صحفي الجزيرة أنس الشريف بشكل خاص، اثر اتهامه دون دليل بالارتباط بالإرهاب.

كما ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، في بيانها الصادر بتاريخ 16 سبتمبر، أن الإجراءات الإسرائيلية تشكل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وأكد أعضاء المنتدى خلال اجتماع تنسيقي في 19 أوت الفارط أن الصحفيين في غزة يواجهون منذ أكتوبر 2023 عنفًا وقمعًا غير مسبوقين، إذ قُتل ما لا يقل عن 220 صحفيًا، وتم توثيق أكثر من 1755 انتهاكًا لحرية الإعلام، بما في ذلك الاعتداءات والاعتقالات والاحتجازات وتدمير البنية التحتية الإعلامية. كما تنهار غرف الأخبار بسبب انقطاع الكهرباء وإغلاق الإنترنت والجوع، بينما تظل الصحفيات أكثر عرضة للخطر، وفي الوقت نفسه تراجع الدعم الدولي والتمويل للمنظمات المحلية ووسائل الإعلام المستقلة بشكل حاد رغم تصاعد الاحتياجات.

وفي ضوء هذه الأوضاع الكارثية، دعا المنتدى الدول والموقعين على بيان تحالف حرية الإعلام والمنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل:

 ضمان بقاء الصحفيين في غزة من خلال توفير الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية والممرات الإنسانية الآمنة.
إعطاء أولوية لإجلاء الصحفيين الباحثين عن ملاذ آمن لأسباب طبية وغير طبية.
تطبيق الحماية وفق القانون الإنساني الدولي، والاعتراف بأن قتل الصحفيين جريمة حرب، وضمان مساءلة الجناة عبر آليات العدالة الوطنية والدولية.
ضمان وصول فوري للإعلام الأجنبي ودعم التحقيقات في استهداف الصحفيين.
زيادة التمويل والدعم الدولي للإعلام الفلسطيني المستقل وآليات حماية الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني، لضمان المساعدات الطارئة واستدامة طويلة الأمد.
توفير تدابير حماية طارئة تشمل برامج الإقامة والإجلاء للصحفيين المعرضين للخطر، ودعم الصحفيين في المنفى، إلى جانب الرعاية النفسية والدعم الاجتماعي والمساعدة المستهدفة للصحفيات.
دعم إعادة بناء البنية التحتية الإعلامية، بما في ذلك غرف الأخبار وشبكات الاتصالات والوصول للإنترنت، مع دمج حماية الصحفيين والإعلام المستقل في جميع المفاوضات الإنسانية وسلامة العمليات.

وأكد المنتدى أن سلامة وأمن وبقاء الصحفيين أمر أساسي لضمان وصول العالم إلى معلومات موثقة حول واقع الحرب المستمرة وعواقبها الإنسانية الكارثية، محذرًا من أن الإعلام الحر في غزة والحقيقة التي يخدمها لن تصمد دون تحرك دولي عاجل ومنسق.

وفي ختام البيان، دعا المنتدى الحكومات، بصفتها مواقع على بيان تحالف حرية الإعلام، إلى ترجمة التزاماتها إلى إجراءات فورية وملموسة، مؤكدًا استعداده لترتيب اجتماع مع وفد من أعضائه من فلسطين والمنطقة مع ممثلي الحكومات خلال الأسابيع القادمة، سواء حضوريًا أو عبر الإنترنت.

صدر هذا البيان عن المنتدى العالمي لتطوير الإعلام نيابة عن أعضائه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (36 منظمة)، بما في ذلك الشبكة العربية للصحافة الاستقصائية (ARIJ) ومركز فلسطين لتطوير الإعلام والحريات الإعلامية (MADA)، واللذين تم انتخاب أعضاؤهم مؤخرًا في اللجنة التوجيهية للمنتدى، وهو أكبر شبكة عالمية لحرية الإعلام ودعم الصحافة تضم 216 عضوًا حول العالم.

شاهد أيضاً

الصحافيون المحترفون إحصائيات 2024: تراجع عدد الصحفيين بـ 109 صحفي

يعدّ الصحفي من أهم الفاعلين الأساسيين في قطاع الإعلام، إذ يمثّل دعامته الأساسية من خلال …